جابر الزكاني
أوصى الحاج محمد علوش الذي اشترى أرضا بنية تسخيرها لبناء مقبرة لجميع موتى المسلمين بالدريوش، بجعلها روضة مفتوحة في وجه جميع موتى المسلمين، وطلب من ساكنة دوار ايدوناتن التعاون في البناء لكسب الأجر الجماعي.
تصف الساكنة المحلية ومقربون من المتوفي فقدانه بتوديع للخير كله، فالأخير كان يساعد المرضى، و يتبرع لبناء الطرق واعانة الأسر في تدريس أبنائهم، وشاءت الأقدار أن يدفن في مقبرة كان قد أعلن بناءها خلال فترة الحجر الصحي.
وقد تم بناء المقبرة بدوار أولاد طالب، بجماعة أولاد بوبكر، لتصبح ملكا للعموم، وتفتح أبوابها لجميع ذوي أموات الساكنة، وذلك تبرعا من الراحل الذي كان لا يتوارى عن الأنظار إذا تعلق الأمر بعمل خيري أو إحساني.
ويقول أصدقاء ومقربو المرحوم الحاج محمد علوش، بأنه ذهب الى الخارج للاستشفاء بعد مرضه الفجائي ثم توفي، وهو الذي أوصى قبلها بأن يتم دفن الموتى بدء من أقصى اليمين، وهذا ما حدث حين تم دفنه في المكان الأول، بعد أن حضر جنازته حشد كبير جدا من مختلف الجماعات المجاورة حتى من إقليم الناظور، كونه كان محبوبا، وتقيا مُحْسنا، ساهم مع الفقراء، وأحسن إلى العديد وفّر لهم مسكنا خاصا، كما ساعد جمعيات خيرية أخرى.
وزارنا، المقبرة التي دعت الساكنة لجعلها مزارا للتبرك وأخذ العبرة من المتوفي الحاج محمد علوش الذي حباه الله عز وجل وأكرمه بالتقوى، ليشهد له الجميع في الدنيا قبل الآخرة، و إنا لله وإنا إليه راجعون
هذا واشتهر الريف بأهل الإحسان، ممن يعمل لآخرته، قبل دنياه، دون الركض وراء مصالح شخصية، أو الترشح لانتخابات، مقابل زهده في الدنيا بما فيها، والسعي إلى رضى الله عز وجل، و كذا لإسعاد المسلمين من المقربين وغيرهم.
وينضاف الراحل، لأهل الخير والكرم، الذين لطالما أعطوا صورة ودروسا في الجود مهما افتقروا إلى المال، فذلك لم يجردهم من القناعة التي تدفعهم لتقاسم ما يملكونه مع الآخر، وفقا للسنة النبوية.
تعليقات الزوار ( 0 )