في وقت يزور وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجزائر، صباح اليوم الأربعاء، قرّرت الجارة الشّرقية، في ردّها على موقف الحكومة الإسبانية الجديد بشأن الصّحراء، توقيف جميع عمليات إعادة المهاجرين غير الشرعيين الوافدين على إسبانيا من سواحلها.
وقرّرت الجزائر، كذلك، رفض توسيع الرحلات الجوية مع إسبانيا في مرحلة ما بعد الجائحة. وحسب مصادر رسمية جزائرية فإنّ “القرار نتيجة للتقارب الأخير بين الرباط ومدريد”.
وكان متوقعا أن تذهب الجزائر إلى التّصعيد بعد الموقف الإسباني الأخير الذي انتصر إلى المقاربة المغربية في الصّحراء، فيما تظلّ ورقة الغاز أحد المفاتيح الجيو-إستراتيجية في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا.
محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بالعيون، قال إن “ردود الفعل الجزائرية الرسمية توضح حجم الصدمة التي ألمت بصانع القرار الجزائري إزاء تغير الموقف الإسباني بخصوص قضية الصحراء لصالح المغرب”.
ويفسّر الباحث في شؤون الصّحراء أسباب ردود الفعل هذه بـ”أهمية الدور الإسباني وانعكاساته الهائلة على مستقبل النزاع حول الصحراء، باعتبار محورية إسبانيا في الجهود والمساعي الدولية، كونها المستعمر السابق للإقليم، والبلد الأوروبي المجاور لأطراف النزاع”.
وشدّد الإعلامي والناشط الحقوقي في العيون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “المواقف الصادرة عن المسؤولين الجزائريين، سواء بشكل صريح أو المسربة في الإعلام، تفضح تناقض الخطاب الرسمي الجزائري، كما توضح وضع الجزائر كطرف رئيسي متورط إلى أبعد الحدود في نزاع الصحراء”.
“بعدما ظلّت تعتبر نفسها غير معنية بشكل مباشر بالنزاع طوال عقود من الزمن، رغم كونها الحاضن والداعم والمزود بالسلاح، ومصدر التمويل الرئيسي، للبوليساريو، أقدمت الجزائر على سحب سفيرها في مدريد، والإعلان عن مراجعة كافة الاتفاقيات”، يقول المصرّح ذاته.
ويقف الباحث عينه عند “العزلة الدولية والإقليمية التي يعيش على وقعها النظام الجزائري، في ظل توتر علاقاته مع جيرانه، مع فشل الجزائر في التأثير في جوارها الإقليمي رغم الإمكانيات الهائلة التي توظفها وتقحمها في نزاع الصحراء”.
تعليقات الزوار ( 0 )