في قلب المدينة الحمراء، وتحديداً داخل أسوار حي باب دكالة، يقبع درب الدقاق كأحد الأزقة التاريخية التي كانت ذات يوم تنبض بالحياة والثقافة والمقاومة، غير أن هذا الدرب، الذي احتضن وجوهاً بارزة من رجالات التعليم، والرياضة، والحركة الوطنية، صار اليوم مجرد أثر باهت لزمنٍ جميل أكلت ملامحه عوامل الإهمال والنسيان.
زيارة قصيرة إلى هذا الحي تكشف واقعاً صادماً: أرضيات متشققة، منازل متصدعة وأخرى مهددة بالسقوط، وأزقة تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، فالزلزال الأخير لم يكن سوى القشة التي كشفت هشاشة البنية التحتية، وجعلت من الخطر مشهداً يومياً يعيشه السكان المتشبثون بالبقاء.
اللافت أن هذه الوضعية تحمل، حسب شهادات متطابقة من السكان، ما آل اليه الوضع إلى الجهات المنتخبة، وعلى رأسها مجلس مقاطعة المدينة، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول أولويات التدبير المحلي، خصوصاً في مدينة يُفترض أنها تُراهن على تراثها لجذب الزوار والاستثمار.
اليوم، لا يطالب أبناء الدرب بحلول مؤقتة أو ترقيعات، بل بإعادة الاعتبار لمكانٍ كان يوماً شاهداً على إشعاع ثقافي ومجتمعي أصيل، فهل من يلتفت إلى درب الدقاق قبل أن يُطوى نهائياً في ذاكرة النسيان؟
تعليقات الزوار ( 0 )