ناظورسيتي: من مليلية
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك لعام 1446-2025، تتزايد الأجواء الاحتفالية استعدادًا لاستقبال عيد الفطر، المناسبة التي تجمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بنهاية شهر الصيام. وتنعكس هذه الأجواء أيضًا على حركة العبور في معبر بني أنصار، حيث يرتفع عدد سكان مليلية المتوجهين إلى الناظور والضواحي لزيارة أقاربهم، وكذلك المتسوقين الذين يقصدون المنطقة لاقتناء مستلزمات العيد.
في يوم الأحد 23 مارس، شهد محيط المعبر حركة نشطة للوافدين إلى مدينة مليلية، بينما كان التدفق نحو الناظور أقل كثافة. وقد ساهمت الأحوال الجوية الممطرة في تقليل عدد العابرين نحو الجهة الأخرى، إلا أن معظم القادمين كانوا محملين بكميات كبيرة من المواد الغذائية اللازمة لإتمام الشهر الفضيل والاستعداد للعيد.
السلطات الأمنية المغربية والإسبانية عززت حضورها في المنطقة لمراقبة الأوضاع وضمان سلاسة العبور، في ظل توقعات بازدياد الضغط على المعبر خلال الأيام القادمة. ويعد هذا المشهد مختلفًا مقارنة ببداية عطلات نهاية الأسبوع السابقة، حيث شهدت الحدود ازدحامًا شديدًا مع عبور آلاف الأشخاص لقضاء أيام وليالٍ من رمضان بين ذويهم في الناظور.
وأعرب أحد الشباب الذي كان متوجها إلى الناظور لتناول وجبة الإفطار مع عائلته في تصريح نشرته صحيفة "إلفارو دي مليلية"، عن أمله في أن يكون العبور سلسًا ليصل في وقت مناسب إلى مدينة الناظور. وأشار إلى أن الأجواء الرمضانية في الناظور تكون مميزة وحيوية خلال الليل، مما يجعل التجربة ممتعة رغم مشقة التنقل.
أما حركة العودة إلى مليلية فكانت أكثر كثافة، حيث شهدت طوابير طويلة من المشاة والسيارات. ومع ذلك، أكد أحد العائدين، أن العبور كان أسرع من الأيام السابقة، ربما بسبب تعزيز عدد عناصر الأمن، مما ساهم في تقليل وقت الانتظار.
ومع اقتراب عيد الفطر، يتزايد الإقبال على شراء المواد الغذائية الضرورية لتحضير الولائم الاحتفالية. وحسب "إلفارو دي مليلية" فقد لوحظ أن معظم العائدين من الناظور كانوا يحملون أكياسًا ممتلئة بالخضروات والخبز والمواد الغذائية الأخرى. وأوضح الزوجان حامد وفاطمة، اللذان عادا من رحلة تسوق شاقة، أنهما رغم المشقة كانا سعيدين بالتجهيز للعيد واستقبال العائلة. إلا أنهما أشارا إلى ارتفاع الأسعار في الناظور، رغم جودة المنتجات التي تبقى الأفضل بالنسبة لهما.
عيد الفطر مناسبة تحمل معها فرحة غامرة، حيث يجتمع الأحباب حول موائد عامرة بالأطعمة الشهية، ويتبادل الأطفال الهدايا. لكنه أيضًا فرصة للتأمل في الدروس المستفادة من رمضان، والحرص على مواصلة العادات الحسنة التي اكتسبت خلال الشهر الكريم. إنه احتفال روحي بقدر ما هو اجتماعي، حيث يختتم الشهر الفضيل بفرح وامتنان.
تعليقات الزوار ( 0 )