ناظورسيتي: محمد العبوسي
في سياق الدينامية التي يسعى ائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب إلى تعزيزها وترسيخها داخل أوساط الفاعلين الاقتصاديين، بما يسهم في تحسيسهم بأهمية الانخراط في مسلسل التنمية الاقتصادية للمنطقة، وبمناسبة الذكري العشرون لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تشكل محطة لاستحضار الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، عقد ائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب جمعه العام تحت شعار: "المستثمر شريك وفاعل أساسي في مسلسل التنمية الاقتصادية" وهو الموعد الذي عرف حضورا وازنا للأعضاء وفعاليات اقتصادية وجمعوية وإعلامية. بالإضافة إلى ضيوف الجمع العام من رجال أعمال أتراك ومغاربة العالم يتقدمهم القنصل الشرفي ورجل الأعمال العربي سلامة.
وفي كلمته بالمناسبة، رحب السيد مصطفى بوحلالة رئيس الائتلاف بالحاضرين منوها بالتزامهم ووعيهم بمدى إسهامات المكتب الإداري، كما أشاد بدور الشركاء وتقديرهم لجهود الائتلاف سواء خلال الولاية المنتهية أو سابقاتها وفي مقدمتهم عمالة إقليم الناظور و جهة الشرق و أيضا المركز الجهوي للاستثمار و المجلس الإقليمي للناظور وجماعة سلوان و باقي المتدخلين في قطاع الصحة ومختلف المتعاونين. وأكد السيد مصطفى بوحلالة أن الائتلاف مستمر في نشر رسالته وتنزيل أهدافه والترافع على قضايا وانتظارات المستثمر في المنطقة مع تعزيز جهود الدولة ومخططاتها الاستراتيجية لاسيما وأن المرحلة مفتوحة على تحولات كبيرة من خلال المشاريع المهيكلة والأوراش الهامة التي أطلقها جلالة الملك حفظه الله.
وفي معرض حديثه عن المعيقات والإكراهات التي تشغل بال الفاعل الاقتصادي على صعيد الإقليم وجهة الشرق عامة، أشار إلى ضرورة تمكين المستثمر المحلي و الجهوي من شروط الانخراط في الدينامية الاقتصادية التي تشهدها المنطقة وفق مقاربة تأخذ بعين الاعتبار العدالة المجالية وتدليل الصعوبات المسطرية والإدارية، الأمر الذي يترتب عنه هدر للوقت وزيادة الأعباء المالية، وتراجع في وتيرة الاستثمار في المنطقة كما وكيفا، مما لا يساعد المقاولات المتواجدة في المنطقة على تحقيق المردودية اللازمة.
وانسجاما مع مضامين القانون الأساسي، تناول الكلمة السيد محمد أمين أشن الكاتب العام للائتلاف حيث سلط الضوء في التقرير الأدبي والمالي على أهم المحطات والحصيلة المرحلية المتعلقة بالفترة الانتدابية المنتهية، مشيرا إلى المكانة التي أصبح الائتلاف يحتلها بعدما حاز ثقة الداعمين والشركاء حيث انخرط في مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تهم الإدماج السوسيو مهني والتمكين وتعزيز قدرات الشباب، وهو ما يصب في صلب الرؤية المندمجة الهادفة إلى الاهتمام بالعنصر البشري و توفير اليد العاملة المؤهلة ويعزز من شروط ومناخ الاستثمار في المنطقة.
وتسليطا للضوء على مجمل المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الاستثمار عامة، وفي مقدمتها المقاولات الناشطة في مجال الاستيراد استمع الحاضرون باهتمام إلى الكلمة التوجيهية للعضو المؤسس للائتلاف السيد أحمد محاش، الذي أبرز العقبات التي تهدد تحقيق التنمية في المنطقة مقارنة مع مناطق أخرى، يستفيد فيها المستثمرون من تحفيزات وتبسيط للمساطر والأنظمة المعمول بها وسرعة في تقديم الخدمات، بما يتيح لهم هامشا كبيرا لمضاعفة رقم المعاملات وتوفير فرص شغل مهمة، مبرزا الدور الذي يلعبه رجال الأعمال من أبناء المنطقة وإسهاماتهم في تعزيز جاذبية الاقتصادي الجهوي، وأضاف أن على عاتق الائتلاف اليوم و كل المنتمين له ومن خلاله كل الفعاليات الاقتصادية مسؤولية جسيمة وأن يتحلوا بما يكفي من العزيمة ووحدة الصف والتعبئة من أجل الترافع على إدماج وإشراك المستثمر المحلي والجهوي في المشاريع التي تشهدها المنطقة في إطار مقاربة تشاركية واضحة، ولم يفوت السيد محاش هذه المناسبة للتنويه والإشادة بالمجهودات والتضحيات التي بذلها السيد مصطف بوحلالة طيلة المدة التي قضاها على رأس الائتلاف وبمواقفه الثابتة والرزينة وحرصه على أن يصبح للائتلاف موقعا ومكانة يشهد بها الجميع.
وإغناء للنقاش وتبادل الأفكار عبر الحاضرون من خلال مداخلاتهم على ضرورة تحديد الأولويات وطرق الأبواب وطرح الملفات العالقة وفق منهجية تواصلية وحوار مسؤول وبناء واستثمار الفرص التنموية التي من شأنها تعميم الفائدة على المقاولات المتواجدة بجهة الشرق خاصة وأن معالم المنطقة ستعرف تغيرا ملحوظا وكبيرا بالنظر لما ستحمله المشاريع المهيكلة من طفرة اقتصادية وانتقال لرؤوس الأموال واستقطاب للاستثمارات الأجنبية، مما يتوجب معه تحفيز مغاربة العالم أيضا من أبناء المنطقة لولوج هذا المجال خاصة وأن مؤشرات وأرقام تحويلاتهم من العملة الصعبة تساهم في تعزيز الإدخار الوطني.
وفي ختام الجمع العام انتخب السيد أحمد محاش رئيسا لائتلاف مستثمري شمال شرق المغرب بالإجماع خلفا للسيد مصطفى بوحلالة، مع تكليفه بمهمة تشكيل وتشكيل المكتب الإداري المقبل وفق تصور يستحضر الخبرة والكفاءة والقدرة الواصلية التي من شأنها إعطاء نفس جديد ودينامية داخل الأوساط الاقتصادية.
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )