ناظورسيتي: متابعة
تحت أنوار المساء الرمضاني المفعم بالسكينة، التأمت وجوه مغربية من مختلف المشارب بأمستردام، في لقاء دافئ نظمته القنصلية المغربية، لم يكن مجرد حفل إفطار، بل طقسا من طقوس الانتماء، ومساحة حية لتجديد الوصال مع الوطن.
ضم اللقاء وجوها بارزة من أبناء الجالية: نشطاء جمعويون، أئمة ورؤساء مساجد، رجال أعمال، وكفاءات شابة صنعت لنفسها موقعا مميزا في المجتمع الهولندي، إلى جانب البعثة الدينية المغربية التي تؤطر المغاربة روحانيا كل رمضان.
الحديث لم يكن عن المائدة فقط، بل عن معنى الوجود المشترك في الغربة، عن جسور تربط الفرد بأصوله، وعن مغرب يحضن أبناءه أينما حلوا. الإشادة الكبرى ذهبت للمساجد والجمعيات التي جعلت من رمضان شهرا للتقارب، ليس بين المغاربة فحسب، بل بينهم وبين باقي مكوّنات المجتمع الهولندي، في مشهد يعكس أجمل صور التعايش.
وتجلى في كلمات المسؤولين ما هو أعمق من المجاملات الدبلوماسية، حديث عن مسؤولية مستمرة، عن وعي جماعي بضرورة تمتين العلاقات الثقافية والاجتماعية بين المغاربة في الخارج ووطنهم الأم، وعن البعثة الدينية التي تعبر، بخطابها الوسطي، عن جوهر الإسلام المغربي المعتدل.
هذا الإفطار السنوي، كما يراه فاعلون مدنيون، ليس مناسبة بروتوكولية فحسب، بل محطة رمزية تترجم حضور المغرب الفعلي في حياة أبنائه المهاجرين، وتجسد العناية المتواصلة التي توليها المملكة لهم، ليس في المناسبات الوطنية فقط، بل في تفاصيل حياتهم الروحية واليومية.
في أمستردام، كما في مدن الشتات الأخرى، تظل الذاكرة المغربية حية، تقتات من هذه اللحظات، وتكبر بها هوية لا تنقطع جذورها.
تعليقات الزوار ( 0 )