ناظورسيتي:
يعيش اقليم الناظور منذ سنوات على وقع استفحال ظاهرة الكلاب الضالة، التي غزت مختلف مناطق المدينة بشكل لافت، حتى بات مشهدها مألوفًا في مداخل ومخارج الناظور، وعلى طول كورنيشه السياحي، وفي الشوارع الرئيسية والأسواق. هذه الكلاب لم تترك زاوية دون أن تحتلها، ما يثير قلق السكان من احتمال تعرضهم لهجمات مفاجئة، أو انتقال أمراض خطيرة مثل داء الكلب، فضلًا عن التشويه البصري لصورة المدينة، خصوصًا في المناطق الحيوية.
وتحولت الظاهرة في بعض الأحيان إلى خطر مباشر على حياة المواطنين، كما حدث مؤخرًا في حادثة سير خطيرة عرفها أحد الطرق الرئيسية بالناظور، حين حاول سائق سيارة تفادي كلب ضال خرج فجأة وسط الطريق، ففقد السيطرة على المركبة، مما تسبب في حادث مروع خلّف خسائر مادية كبيرة.
كما شهدت أيضا، الطريق المدارية المؤدية إلى مطار العروي، قبل أسبوعين، حادثة مماثلة، حين اصطدم سائق سيارة بعمود كهربائي بعدما تفاجأ في كلب في الطريق حاول الهروب منه، ما عرضه لجروح متفاوتة إضافة إلى خسائر مادية على مستوى سيارته.
في هذا السياق، أعلن وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت عن إطلاق برنامج وطني طموح لمعالجة هذه الظاهرة، بميزانية تتجاوز مليار درهم مغربي، أي ما يعادل أكثر من 100 مليار سنتيم. البرنامج يندرج ضمن رؤية شاملة تهدف إلى مواجهة مخاطر الكلاب السائبة على الصحة العامة والبيئة، دون اللجوء إلى وسائل الإعدام الجماعي، كما زعمت بعض وسائل الإعلام الأجنبية.
وكشف لفتيت، في رد مكتوب على سؤال برلماني من النائبة فدوى الحياني حول انتشار الكلاب الضالة بمدينة تازة، أن وزارة الداخلية تعتمد مقاربة جديدة انطلقت منذ 2019، تقوم على التعاون بين عدة مؤسسات، من ضمنها وزارة الصحة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، والهيئة الوطنية للأطباء البيطريين. وتهدف هذه المقاربة إلى تعقيم الكلاب وتلقيحها ضد داء السعار، بدل التخلص منها بالعنف.
وأوضح الوزير أن مسؤولية التعامل مع هذه الظاهرة تقع في الأصل على عاتق الجماعات المحلية، لكن الوزارة توفر دعمًا ماليًا ولوجستيًا سنويًا للجماعات التي تعاني من ضعف في البنية التحتية، من أجل تمكينها من تنفيذ عمليات السيطرة بطريقة تحترم المعايير البيئية والصحية.
ويأمل سكان الناظور، وغيرهم من سكان المدن المتضررة، أن تصل ثمار هذا البرنامج الوطني إلى أحيائهم، وأن تشهد شوارعهم تنظيفًا فعليًا من هذه الظاهرة التي تهدد الأمن الصحي والنفسي، بل وحتى السلامة الجسدية، كما أظهرت حوادث مأساوية كان بطلها كلب ضال.
تعليقات الزوار ( 0 )