منذ نهاية الأسبوع الماضي، تستقبل مدينة طنجة، اعداد كبيرة من المسافرين العائدين من مدنهم وقراهم، في أعقاب قضائهم لعطلة عيد الأضحى المبارك، استعدادا لاستئناف أنشطتهم المهنية وأعمالهم المختلفة التي توقفت خلال الأيام الماضية.
وتعج كلا من المحطة السككية والمحطة الطرقية، بحركة دؤوبة، جانب كبير منها مرتبط بعودة اعداد كبيرة من المواطنات والمواطنين من عطلة العيد، إلى جانب أعداد غفيرة أخرى من المسافرين قدموا بغاية قضاء عطلتهم الصيفية.
وعلى عكس الضغط الكبير على وسائل النقل الطرقية والسككية الذي فرضته حركة السفر قبيل عيد الأضحى، فإن الوضع يبدو أقل حدة بكثير خلال رحلات العودة، إذ تتسم الحركة رغم كثافتها بسلاسة لافتة.
وبفضل جهود القائمين على شؤون المحطة، تم خلال فترة عيد الأضحى، توفير أزيد من 100 ألف مقعد نحو وجهات مختلفة، وهي العملية التي تعززت بإصدار 580 رخصة استثنائية لتلبية الطلب الكبير على وسائل النقل الطرقي، بعد نفاذ تذاكر السفر عبر القطارات انطلاقا من مدينة طنجة، وفقا للمعطيات التي حصلت عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية.
في ساحة المحطة الطرقية الواقعة بمنطقة احراريين جنوب طنجة، يتصاعد هدير حافلات وصلت لتوها من وجهات مختلفة من مدن المملكة، أمام مشهد أعداد غفيرة من المواطنات والمواطنين وهم ينزلون حاملين أمتعتهم.
ولا تخفي فضيلة، العائدة من مسقط رأسها في مدينة بني ملال، شعورها الكبير بالتعب جراء طول رحلة العودة إلى مدينة طنجة، قائلة ” قضينا أزيد من 7 ساعات في طريق العودة .. الازدحام شديد والجو خانق داخل الحافلة”.
وترى هذه الشابة الثلاثينية في حديث مع طنجة 24 لدى وصولها إلى المحطة الطرقية، أن “كل شيء يهون من أجل قضاء أيام معدودات مع الأهل والأحباب” مستدركة “لكن على شركات النقل أن تعمل على تحسين خدماتها”.
يعزو الكثير من المسافرين اختيارهم التنقل عبر حافلات النقل الطرقي، بالإضافة إلى نفاذ تذاكر القطارات، إلى التكلفة الأقل مقارنة مع وسائل النقل الأخرى، مثلما يعبر عن ذلك “فريد” القادم من مدينة فاس، بالقول “صحيح أن الحافلات يبقى ثمنها أقل بكثير من باقي الوسائل الأخرى مثل القطارات، لكن الكثير منها لا يوفر الحد الأدنى من شروط الراحة”.
ويرسم هذا المسافر صورة قاتمة لظروف تنقله على متن الحافلة التي أقلته إلى طنجة رفقة أعداد كبيرة تفوق الطاقة الاستيعابية بالقول “الازدحام كان شديدا .. وعلى الرغم من امتلاء المقاعد إلا أن منظمي الرحلة لم يكونوا يتورعون في إركاب المزيد من المسافرين على الطريق”.
على مستوى المحطة السككية لطنجة، تبدو انطباعات المسافرين أقل سلبية من نظرائهم العائدين على متن وسائل النقل الطرقي، إذ أنه على الرغم من ندرة التذاكر بسبب الحجوزات المسبقة لرحلات الذهاب والإياب، إلا ان التطور الذي عرفته منظومة النقل السككي بالمغرب، ساهم على ما يبدو في توفير أجواء أكثر راحة للمسافرين.
ووصل عدد المقصورات التي خصصها المكتب الوطني للسكك الحديدية، خلال المدة من 23 يونيو الماضي و 2 يوليوز الجاري، ما مجموعه 240 قطارا، بفضل التعزيزات التي تم اتخاذها خلال هذه الفترة التي تميزت بذروة أسفار العيد.
تعليقات الزوار ( 0 )