أشارت دراسة بريطانية جديدة أجراها فريق من الباحثين بجامعة بريستول، إلى أن معظم الناس يفشلون في الاستفادة الكاملة من هذه الساعة الإضافية، وفي الواقع، قد يكون الاضطراب الناجم عن تغيير الساعات أكثر تأثيرا مما كان يُعتقد سابقًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بأنماط النوم.
وكشفت الدكتورة ميلاني دي لانج، الباحثة الرئيسية في الدراسة، وزملاؤها، عن رؤى جديدة حول كيفية تأثير تغييرات الساعة على النوم في عدد كبير من السكان.
وحللت دراستهم المنشورة في دورية “جورنا أوف سلييب ريسيرش”، بيانات النوم من 11800 مشارك في بنك المملكة المتحدة الحيوي الذين ارتدوا أجهزة مراقبة النشاط حول تغييرات الساعة، وكشفوا عن بعض النتائج المدهشة.
مع عودة الساعات إلى الوراء لتطبيق التوقيت الشتوي هذا الخريف، يتطلع العديد من الناس إلى ساعة إضافية من النوم.
ويمكن تلخيص نتائج الدراسة في خمس نقاط رئيسية حول تغييرات الساعة والنوم:
أولا: زيادة ضئيلة في النوم بعد عودة الساعات إلى الوراء
وجدت الدراسة أنه عندما نؤجل عقارب الساعة ساعة واحدة في الخريف (التوقيت الشتوي)، يفترض العديد من الأشخاص أنهم سيحصلون على ساعة إضافية كاملة من النوم، ومع ذلك، وجد الباحثون أن معظم الأشخاص لا ينامون في الواقع طوال الساعة الإضافية، وبدلا من ذلك، ينامون لأكثر من نصف ساعة بقليل في ذلك اليوم.
ومن ناحية أخرى، عندما نحرك الساعات إلى الأمام في الربيع، يفقد الناس ساعة كاملة من النوم، وهذا يعني أنه في حين أن تغيير الساعة في الخريف لا يمنح الكثير من النوم الإضافي كما يتوقع الناس، فإن تغيير الربيع يسبب فقدانا أكثر وضوحا للنوم.
ثانيا: تأثير تغييرات الساعة على النوم الأسبوعي
في حين اقترحت الأبحاث السابقة أن أنماط النوم تعاني لأيام بعد تغييرات الساعة، تكشف هذه الدراسة الجديدة أن الناس يميلون إلى اللحاق بالنوم خلال الأسبوع بعد كل من انتقالات الربيع والخريف. في المتوسط، نام المشاركون سبع دقائق أكثر في الليلة بعد تغيير الربيع وثلاث دقائق أكثر في الليلة بعد تغيير الخريف، مما يدل على التعافي بشكل أسرع مما كان يعتقد سابقا.
ثالثا: النساء يكافحن أكثر مع النوم بعد تغييرات الساعة
وجدت الدراسة أيضا أن النساء، على وجه الخصوص، يكافحن لاستعادة النوم المفقود بعد تغييرات الساعة، وتميل النساء إلى النوم بشكل أقل في أيام الأسبوع بعد التغييرات، والتي قد تكون بسبب ارتفاع معدلات الأرق وصعوبات النوم، والتي تفاقمت بسبب التقلبات الهرمونية وعوامل الإجهاد.
رابعا: كبار السن أكثر تأثرا
أظهر كبار السن، وخاصة المتقاعدين، اضطرابًا أكبر في أنماط نومهم بعد تغيير الساعة في الخريف، ويميل النوم إلى أن يصبح أخف وأكثر تجزئة مع تقدم العمر، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للاضطرابات الناجمة عن تحولات الوقت.
خامسا: المخاطر الصحية المرتبطة بفقدان النوم
في حين أن فقدان النوم بعد تغيير الساعة في الربيع قد يكون قصير الأمد، إلا أنه لا يزال يشكل مخاطر صحية كبيرة، وارتبطت قلة النوم بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والحوادث وقضايا الصحة العقلية مثل الاكتئاب.
وتضيف هذه النتائج إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعو إلى إلغاء تغييرات الساعة، حيث يحث الخبراء صناع السياسات على النظر في التأثيرات الصحية عند مراجعة التوقيت الصيفي.
دفع عالمي لإنهاء تغييرات الساعة
وتتحرك العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والأردن ودول الاتحاد الأوروبي، نحو إنهاء ممارسة تغيير الساعات تماما، وبينما تظل المملكة المتحدة غير حاسمة، تسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى أن يأخذ صناع السياسات التأثيرات على النوم والصحة في الاعتبار عند النظر في إلغاء تغييرات الساعة.
وتؤكد الدكتورة ميلاني دي لانج “تظهر أبحاثنا أن حتى الاضطرابات البسيطة في النوم، مثل تلك الناجمة عن تغييرات الساعة، يمكن أن يكون لها تأثيرات بعيدة المدى على الصحة والرفاهية، ومن الأهمية بمكان أن نعطي الأولوية للصحة العامة في المناقشات المستقبلية حول التوقيت الصيفي”.
المصدر : العين الإخبارية
تعليقات الزوار ( 0 )