يشهد قطاع تربية الدواجن في المغرب أزمة خانقة ترخي بظلالها على الفلاحين والمربين، في ظل ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج وانخفاض الدعم الموجه لهذه الفئة، ورغم المطالبات المستمرة للجهات الوصية بإيجاد حلول عاجلة للتحديات التي تواجه صغار ومتوسطي المربين، إلا أن التجاهل المستمر يزيد من تعقيد الأزمة، ما ينعكس سلبا على استقرار السوق وعلى القدرة الشرائية للمواطنين.
وفي هذا السياق، أوضح محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، في تصريح صحفي ، أن ارتفاع الأسعار يعود بشكل رئيسي إلى الزيادة الكبيرة في تكاليف الإنتاج، مشيرا إلى أن سعر كتاكيت اليوم الأول، الذي يفترض أن يتراوح بين 2 و4 دراهم، تجاوز الآن 12 درهما، فضلا عن أن جودتها مشكوك في أمرها، مضيفا أن الأعلاف المركبة، التي تفرض على المربين بسعر 4.5 دراهم، تعاني أيضا من تراجع في الجودة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف بشكل أكبر عند السعي للحصول على منتجات ذات جودة أفضل.
وأضاف أعبود، أن المربون الصغار والمتوسطون يعانون من غياب شبه كامل عن عملية الإنتاج، نتيجة عدم قدرتهم على شراء الكتاكيت بالأسعار المرتفعة الحالية، وعجزهم عن الاستثمار بعد تكبدهم خسائر مالية كبيرة، هذا بالإضافة إلى صعوبة مواكبة متطلبات السوق في ظل غياب أي دعم فعلي من طرف وزارة الفلاحة أو الجهات المعنية، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لهذه الفئة.
وأعرب المتحدث ذاته، عن أسفه لتجاهل الوزارة الوصية لمطالب الجمعية، رغم تكرار محاولات التواصل معها، مشيرا إلى أن الوزارة اختارت تقديم دعم كامل لكبار الشركات في القطاع، بينما همشت الفلاحين وأثرت سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين.
وأكد أعبود، أنه فقد الأمل في وزارة الفلاحة بسبب تكرار المراسلات والوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الجمعية منذ عام 2011، دون أي استجابة تُذكر، وأوضح أن الوزارة تتبع سياسة الآذان الصماء، مما أدى اليوم إلى هذه الزيادة غير المسبوقة في أسعار الدجاج، مفصحا عن عزم الجمعية مراسلة الوزير الحديث الذي تم تعيينه مؤخرا على رأس الوزارة.
وأشار مصرحنا، إلى أنه قرر مقاطعة شراء الكتاكيت رغم كونه فلاحا، مما أدى إلى توقف إسطبلاته عن الإنتاج وتربية الدجاج، وأوضح أن هذه المقاطعة أسهمت في تقليص حجم الإنتاج، حيث خفضت العديد من المفاقيس إنتاجها خلال شهري مارس وأبريل من العام الجاري، فبعد أن كان من المتوقع إنتاج حوالي 16 مليون كتكوت أسبوعيا، تراجع الرقم إلى أقل من 8 ملايين بشكل اسبوعي، مع تصدير نسبة كبيرة من هذا الإنتاج إلى الخارج.
وشدد أعبود، على أن الفلاحين يواصلون المطالبة بخفض الرسوم الجمركية المفروضة على كتاكيت اليوم الأول، وهو مطلب سبق أن طرحوه خلال المناظرة الوطنية للتاجر بمدينة مراكش، ومع ذلك، قوبل هذا الطلب بالطعن من قبل هيئة مهنية في قطاع الدواجن، بهدف الحفاظ على احتكار المفاقيس وأصحاب الشركات الكبرى للسوق.
تعليقات الزوار ( 0 )