ناظورسيتي: أيوب الصابري
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي وفعاليات مدنية موجة غضب واسعة بعد قرار مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة تصنيف اللغة الأمازيغية كلغة أجنبية في امتحاناتها وإعلانات مبارياتها الخاصة بدورة يوليوز لتوظيف مترجمين، وكذلك في مباراة ولوج مسلك الترجمة التحريرية أو الترجمة الفورية من وإلى اللغات الوطنية والأجنبية.
وأثار القرار جدلا واسعا وغضبا عارما بين النشطاء والمدافعين عن الهوية الأمازيغية، الذين اعتبروا أن تصنيف اللغة الأمازيغية ضمن فئة اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والألمانية يعد مسا خطيرا بالمكاسب التي تحققت لصالح الأمازيغية منذ اعتماد دستور 2011، والذي نص صراحة على أن الأمازيغية هي لغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية.
وقد عبر نشطاء عن استيائهم من هذا القرار، معتبرين إياه خطوة إلى الوراء تنتهك الهوية الوطنية وتضرب بعرض الحائط التقدم الذي تحقق في ملف الأمازيغية، خاصة بعد إقرار الملك محمد السادس رأس السنة الأمازيغية كعطلة وطنية مدفوعة الأجر.
ودعت الفعاليات إلى مراجعة هذا القرار والاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية كاملة الحقوق، مشددة على ضرورة احترام الدستور والمكتسبات الوطنية.
لم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على النشطاء فقط، بل شملت أيضا العديد من الشخصيات العامة والمثقفين الذين عبروا عن استياءهم من هذا الأمر، ودعوا إلى مراجعة القرار والاعتراف الكامل بحقوق اللغة الأمازيغية. وقد طالبوا المدرسة بتصحيح مسارها والالتزام بما نص عليه الدستور من حقوق للغات الرسمية.
في ظل هذا الغضب العارم والاحتجاجات المتزايدة، يبقى السؤال المطروح: هل ستستجيب مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة لمطالب المحتجين وتعيد النظر في قرارها؟ وهل ستتدخل الوزارة الوصية لإلزام المؤسسة باحترام الدستور المغربي؟.
photo sharing
المصدر
تعليقات الزوار ( 0 )