رغم الحمولة التاريخية الكبيرة التي تحظى بها الأسوار العتيقة في مدينة مراكش، ورغم رمزيتها الثقافية وأدوارها المختلفة التي تجعل منها علامة فارقة بالمدينة، على غرار مجموعة من المدن المغربية العتيقة، الا أن وضع السور التاريخي لباب دكالة يثير تساؤلات عديدة بعدما أضحى ملاذا مفضلا للمنحرفين والمتشردين، وما يرافق ذلك مظاهر شاذة لعل أبرزها تحويل جنباته إلى مرحاض مفتوح.
ويعتبر جانب السور المتواجد بمنطقة باب دكالة بمراكش، من النقاط السوداء التي تحول معها السور من مكون معماري يختزل تاريخ المدينة ويفصل الاحياء العتيقة منها عن الجديدة، إلى مجرد مرحاض مفتوح، يزكم أنوف المارة ويسيئ للسور التاريخي، وهو الوضع الذي لم يجد بعد طريقه للحل، رغم التطرق لهذه المسألة في مناسبات عديدة، وتنبيه مهتمون بالشأن المحلي المستمر لها.
وإلى جانب ما يعانيه السور المذكور، يعيش شارع 11 يناير وساحة باب دكالة، على وقع الإهمال والتهميش، واقع يعكسه الإنتشار الكبير للكلاب الضالة وكذا للمتسكعين والمنحرفين.
وفي هذا الإطار، قال الناشط المحلي مصطفى الفاطمي، إن العابر لساحة باب دكالة وجزء كبير من شارع11 يناير، يتفاجأ بتواجد أعداد كثيرة من الكلاب الضالة وهي تتجول بكل حرية بين المواطنين، حيث أصبحت تثير الرعب والخوف في نفوس المارة وخصوصا النساء والأطفال والتلاميذ الذين يكونون في إنتظار حافلات النقل الحضري”.
أما الفضاء السابق لسوق الخضر بالجملة -يضيف المتحدث ذاته- فحدث ولا حرج، إذ أصبح عبارة عن مشتل كبير تتناسل وتتكاثر به الكلاب الضالة بأعداد مخيفة حتى أصبح شبيه بغابة متوحشة، مما أصبح يحرم سكان العمارات المجاورة النوم بسبب كثرة النباح الذي يستمر طيلة الليل، فضلا عن التواجد الكبير للمتسكعين والمنحرفين بهذا الفضاء الذي أصبح وكرا يمارس فيه هؤلاء مختلف سلوكاتهم الشاذة.
وتناشد ساكنة الجوار، المسؤولين للتدخل عاجلا من أجل القيام بحملة لتطهير ساحة باب دكالة ومحيطها من المنحرفين ونقلهم لمقرات الجمعيات المهتمة بمحاربة الإدمان أو “الخيريات”، وكذلك جمع الكلاب الضالة ونقلها لمقر جمعية “spana” المختصة في رعاية الحيوانات الضالة وحيوانات الشوارع، وكذلك إنشاء مراحيض عمومية محروسة تمكن المواطنين من قضاء حاجتهم البيولوجية بشكل لائق.
تعليقات الزوار ( 0 )