شهدت إسبانيا اليوم انقطاعًا كهربائيًا واسع النطاق أدى إلى توقف تام في التيار الكهربائي في مختلف أنحاء البلاد، في حدث وُصف بأنه أحد أكبر الأعطال الكهربائية التي ضربت شبه الجزيرة الإيبيرية. كما تأثرت أجزاء من البرتغال وجنوب فرنسا نتيجة الترابط بين الشبكات الكهربائية لهذه الدول.
وبحسب مصادر من وزارة التحول البيئي، فإن نائبة رئيس الحكومة ووزيرة التحول البيئي سارا آغيسين توجهت على الفور إلى مركز التحكم التابع لشركة Red Eléctrica — المشغلة للشبكة الكهربائية في إسبانيا — لمتابعة الوضع عن كثب، حيث أكدت أن “جميع الوسائل سيتم تسخيرها لإعادة التيار في أسرع وقت ممكن”.
وأفادت الشركة بأن التيار بدأ يعود تدريجيًا في مناطق من شمال وجنوب إسبانيا، ضمن خطة استعادة تدريجية تعتمد على إعادة تنشيط الشبكة ومزامنة محطات التوليد تدريجيًا.
مع ذلك، لا تزال عدة مدن رئيسية مثل إشبيلية، برشلونة، وبنبلونة بدون كهرباء، كما توقفت حركة مترو الأنفاق بالكامل في فالنسيا وبرشلونة، ما تسبب في شلل شبه تام للحياة اليومية والنقل في تلك المناطق.
وأشارت Red Eléctrica إلى أن السبب الأولي للانقطاع هو ما يسمى بـ”الصفر الطاقي”، وهو انهيار مفاجئ في النظام الكهربائي، دون أن تحدد بعد الأسباب الدقيقة. ويجري حاليًا تحقيق موسع لتحديد مصدر الخلل، مع تخصيص جميع الموارد التقنية والبشرية لحل الأزمة.
وأوضح خبراء أن “الصفر الطاقي” قد يحدث بسبب زيادة مفاجئة في الطلب على الطاقة تتجاوز قدرة النظام، أو خلل في التوازن بين التوليد والاستهلاك، ما قد يؤدي إلى إيقاف تشغيل وحدات التوليد بشكل آلي لحماية الشبكة. وفي حالات كهذه، قد تُفصل الصناعات الكبرى عن الشبكة مؤقتًا لتخفيف الضغط.
كما تأثرت أنظمة الدفع الإلكتروني نتيجة لانقطاع الاتصال بالشبكة، ما زاد من تعقيد الوضع بالنسبة للمواطنين والشركات.
حتى الآن، لا تمتلك كبرى شركات الكهرباء الإسبانية معلومات دقيقة حول السبب الرئيسي للانقطاع، لكن من المرجح أن يكون مرتبطًا بشبكة الربط الكهربائية المشتركة بين إسبانيا، البرتغال، وفرنسا، ما يفسر اتساع نطاق العطل.
تتابع السلطات الإسبانية الموقف عن كثب، بينما لا يزال العمل جارٍ على استعادة التيار الكهربائي بالكامل في عموم البلاد.
تعليقات الزوار ( 0 )