تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية بالتعاون مع الشرطة الوطنية في بيرو، وبدعم من الملحقية الداخلية في ذلك البلد، من تفكيك بنية تحتية تكنولوجية تابعة لمنظمة إجرامية قامت بالاحتيال على أكثر من ثلاثة ملايين يورو باستخدام أسلوب “فيشينغ” (vishing). العملية أسفرت عن اعتقال 83 شخصًا، بينهم زعيم الشبكة، وذلك في مدن متعددة بإسبانيا مثل مدريد، فيغو، برشلونة، مايوركا، وسلامنكا، بالإضافة إلى 48 شخصًا في بيرو.
بداية التحقيقات وهيكل الشبكة
بدأت التحقيقات في غشت 2022 بعد ورود معلومات تشير إلى وجود مجموعة إجرامية تقوم بالاحتيال باستخدام تقنيات الهندسة الاجتماعية. كشفت التحريات عن وجود هيكل هرمي للمنظمة يتألف من أفراد على صلة وثيقة، مثل الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة، مع توزيع واضح للأدوار.
كان زعيم المنظمة يقيم في بيرو، ويشرف على ثلاثة مراكز اتصال يديرها أشخاص يعملون تحت إمرته. هذه المراكز كانت مجهزة بلافتات تحفيزية للموظفين، مع الاحتفال بأول عملية احتيال ناجحة لكل موظف جديد.
أسلوب الاحتيال
تمثّل أسلوب الاحتيال في إجراء مكالمات هاتفية مكثفة باستخدام بيانات من قواعد معلومات. كان الموظفون يستخدمون تقنية “سبوفينغ” (spoofing) لإظهار رقم هاتف بنك الضحية على الشاشة، مما يزيد من مصداقية الاتصال.
بعد إقناع الضحية بوجود عملية احتيال على حسابه البنكي، يُطلب منه اتباع تعليمات معينة على تطبيق البنك الخاص به. الضحية يُمنح رمزًا يعتقد أنه لإلغاء التجميد عن حسابه، بينما يتم استخدام هذا الرمز لسحب الأموال عبر أعضاء الشبكة في إسبانيا.
كان أعضاء المنظمة في إسبانيا يتواجدون بالقرب من فروع البنوك لسحب الأموال بسرعة، ويأخذون نسبة تتراوح بين 20% و30% من المبلغ قبل إرسال الباقي إلى بيرو باستخدام شركات تحويل الأموال الدولية.
العملية الأمنية والنتائج
بفضل التعاون بين السلطات الإسبانية والبيروفية، نُفذت عملية مشتركة بمشاركة أكثر من 100 ضابط شرطة. تمت مداهمة 29 موقعًا في البلدين بشكل متزامن، واعتُقل 83 شخصًا. في بيرو، تم تفكيك ثلاثة مراكز اتصال وضبط 50 موظفًا متلبسين أثناء تنفيذ عمليات احتيال.
صادرت الشرطة مبالغ مالية، وهواتف محمولة، وأجهزة إلكترونية، ووثائق تتعلق بالاحتيالات. لا تزال التحقيقات مستمرة، مع احتمال الكشف عن المزيد من الضحايا .
تعليقات الزوار ( 0 )