ناظورسيتي:
في تصريح حديث لعبد الله بوصوف، المؤرخ وأمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، أكد على الوحدة الراسخة للريف ضمن المغرب، مفندًا دعاوى الانفصال التي يروج لها بعض الأطراف على منصات التواصل الاجتماعي. وصف بوصوف هذه الدعوات بأنها استفزازية وخارج السياق التاريخي والجغرافي، ومجرد محاولات يائسة لا تعكس حقيقة ارتباط الريف بالمغرب.
أكد بوصوف أن المغرب يتميز بتنوعه الثقافي والجغرافي والديني، وهو تنوع يمارس في إطار الوحدة الوطنية. وأشار إلى أن الريف، رغم خصوصياته الثقافية واللغوية، لم يكن يومًا كيانًا منعزلًا عن المغرب. بل على العكس، كان دائمًا جزءًا من النسيج الوطني، مساهماً بفعالية في بناء الدولة المغربية منذ القدم وحتى الآن.
تناول بوصوف الادعاءات حول وجود “جمهورية ريفية” في التاريخ، واعتبرها أكذوبة لا أساس لها من الصحة. وأوضح أن الوثائق التي يستند إليها البعض ليست رسمية، وأن محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي يزعم البعض أنه دعا إلى إقامة جمهورية مستقلة، لم يقدم أبدًا مثل هذا الطلب. بل كان الخطابي قائدًا للمقاومة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي، وكان يعمل دائمًا في إطار الدفاع عن السيادة المغربية. واعتبر بوصوف أن الحديث عن هذه الجمهورية المزعومة يهدف فقط إلى خلق البلبلة وتشويه الحقائق التاريخية.
استعرض بوصوف محطات تاريخية تؤكد عمق ارتباط الريف بالمغرب، مشيرًا إلى أدوار الريفيين في مقاومة الاستعمار وفي بناء الدولة المغربية. وذكر أمثلة بارزة مثل مشاركة الجنود الريفيين في جيش السلطان مولاي إسماعيل، ودورهم في تحرير مدينة طنجة من الاحتلال الإنجليزي. كما أشار إلى مقاومة الريف للاستعمار الإسباني لمدينة مليلية على مدى خمسة قرون، ومشاركة الشريف محمد أمزيان في معارك كبرى ضد القوات الإسبانية.
أكد المؤرخ أيضًا على مساهمة الريف في ترسيخ الثوابت الوطنية المغربية، مثل المذهب المالكي الذي أدخل إلى المغرب من خلال إمارة النكور في الريف. كما أشار إلى أهمية التصوف كجزء من الهوية الدينية للمغرب، وإلى أدوار علماء الريف مثل عبد الحق البادسي في توثيق التراث الروحي للمنطقة.
اتهم بوصوف النظام الجزائري بدعم دعاوى الانفصال في محاولة للتشويش على نجاحات المغرب. وذكر أن الجزائر لها تاريخ طويل من الممارسات العدائية تجاه المغرب، مثل طردها عام 1975 لمئات الآلاف من العائلات المغربية، معظمها من الريف. وأكد أن هذه الممارسات لن تنجح في تقويض الوحدة الوطنية للمغرب، خاصة أن الريفيين، سواء في الداخل أو الخارج، متمسكون بوطنهم.
أشاد بوصوف بدور الريفيين المقيمين في الخارج في تعزيز صورة المغرب ودعم وحدته. وأشار إلى أن ارتباطهم بوطنهم لا يقتصر على التحويلات المالية الكبيرة، بل يمتد إلى مساهماتهم الثقافية والرياضية. وذكر مشاركة الريفيين في المسيرة الخضراء عام 1975 كدليل على تمسكهم بالوحدة الوطنية.
اختتم بوصوف تصريحه برسالة قوية مفادها أن الريف كان وسيظل جزءًا من المغرب الموحد. وشدد على أن دعوات الانفصال تتعارض مع الحقائق التاريخية والوطنية، وأنها مجرد محاولات يائسة لا مستقبل لها. الريف، كما أكد بوصوف، هو جزء لا يتجزأ من وحدة المغرب، وسيظل كذلك دائمًا.
تعليقات الزوار ( 0 )