ناظورسيتي: متابعة
لم تكن الطفلة البريئة، ذات الإثني عشر ربيعا، تدري أن لحظة لعب عادية برفقة إخوتها ستتحول إلى لحظة وداع أخير، بعدما باغتتها صعقة كهربائية قاتلة بدوار تيغفرت، التابع لجماعة مولاي أحمد الشريف، بإقليم الحسيمة، مساء السبت 7 يونيو 2025 وفقا لما أوردته جريدة "آنفا نيوز".
الجريمة هذه المرة لم تكن بفعل فاعل، بل نتيجة الإهمال. فقد أكدت مصادر محلية أن الطفلة كانت تلعب قرب منزل عائلتها المتواضعة، حين لامست سلكا كهربائيا مكشوفا، مما أدى إلى صعقها بشكل مباشر وسط ذهول أفراد أسرتها وصراخ إخوتها الذين لم يستوعبوا ما حدث.
تم نقل جثة الضحية نحو مستودع الأموات بالمستشفى المحلي بمدينة تارجيست، حيث عم الحزن المنطقة بأكملها، وتحولت مظاهر العيد إلى جنازة مبكرة لطفولة انتهت قبل أوانها.
في المقابل، فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا فوريا لتحديد الظروف التي سمحت بوجود سلك كهربائي خطير في متناول الأطفال، وسط دعوات من الأهالي بضرورة محاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الإهمال المتكرر في المناطق النائية.
الحادثة المؤلمة أعادت إلى الواجهة النقاش حول واقع البنية التحتية المهترئة في الدواوير الجبلية، وغياب معايير السلامة المرتبطة بالكهرباء والتجهيزات العمومية، حيث يظل أطفال القرى هم الأكثر عرضة لهذه الأخطار، في ظل غياب المراقبة وصيانة الشبكات.
الطفلة التي ودعت الحياة في يوم كان يفترض أن ترتدي فيه ثياب العيد وتلهو كباقي أطفال العالم، باتت شاهدة أخرى على موت مجاني يتكرر كل موسم، ويدق جرس الإنذار مجددا حول كلفة الإهمال في الهامش المغربي المنسي.
تعليقات الزوار ( 0 )