كتب في 14 مايو 2025

“النمر” يهرب من دبي.. هل دخل المغرب سرا؟

ناظورسيتي: متابعة

تصاعدت حدة التوتر داخل الأجهزة الأمنية الإسبانية بعد أن اختفى مجددا بارون المخدرات المعروف بلقب "النمر"، الذي يعد من أخطر مهربي الكوكايين على المستوى الأوروبي، في وقت كانت مدريد تنتظر مثوله أمام القضاء في واحدة من أكثر القضايا حساسية.

مصادر أمنية إسبانية أكدت أن الرجل كان يقيم منذ أشهر في دبي، متخفيا عن أعين الشرطة، إلى حين موعد جلسة محاكمته يوم 13 ماي الجاري أمام المحكمة الوطنية في مدريد، حيث كان من المفترض أن يدلي بشهادته في ملف يهز المؤسسة الأمنية الإسبانية من الداخل، خاصة مع تورط مانويل فاسكيز، المفوض السابق لوحدة مكافحة الجريمة الاقتصادية والمالية، في شبهة تسريب معلومات لمنظمات إجرامية.

لكن "النمر"، وعلى عادته، لم يحضر الجلسة ولم يقدم أي مبرر. وهذا الغياب لم يكن عارضا، بل بمثابة جرس إنذار جديد يعيد فتح ملف بارون اعتاد الإفلات من العقاب، ويرجح أنه فر مجددا من دبي، وهو ما تؤكده الصحيفة الإسبانية El Independiente.

ولأن سجله الإجرامي عابر للقارات، ولأن قدرته اللوجستية تمنحه حرية التحرك داخل مناطق معقدة قانونيا، فإن التحقيقات تشير إلى احتمالية لجوئه نحو شمال إفريقيا، وتحديدا المغرب، كإحدى النقاط المحتملة في مسار هروبه.

المغرب بدوره لم يلتزم الصمت. فبحسب تقارير أمنية، يجري تنسيق مباشر بين السلطات المغربية والأجهزة الأمنية الدولية لتحديد ما إذا كان "النمر" قد دخل الأراضي المغربية، أو استعملها كجسر عبور نحو وجهة جديدة.

هذا الترجيح لم يأتِ من فراغ، فالمملكة تشكل منذ سنوات نقطة عبور استراتيجية في شبكات تهريب الكوكايين القادمة من أمريكا اللاتينية نحو أوروبا، عبر سواحل الأطلسي والصحراء والساحل الإفريقي.

أما "النمر"، فاسمه ليس جديدا في سجلات الشرطة الأوروبية. تصفه وزارة الداخلية الإسبانية منذ 2022 بأنه "أكثر تجار الكوكايين نشاطًا دوليا"، وهو يقود شبكة توصف بأنها متعددة الجنسيات، تمتد من أمريكا الجنوبية إلى الشرق الأوسط، مرورا بشمال إفريقيا وأوروبا.

فراره الجديد يربك القضاء الإسباني ويحرج الأمن الدولي، خصوصا في ظل التهم الموجهة إلى مسؤولين أمنيين سابقين في بلاده. كما يعكس هشاشة آليات المراقبة العابرة للحدود، ويُبرز كيف ما زالت شبكات الكوكايين قادرة على التنقل بحرية بفضل المال والفساد.

ويبقى السؤال المقلق: هل مر “النمر” بالفعل عبر المغرب؟ وهل ستنجح أجهزة الأمن الدولية في الإطباق عليه قبل أن يتبخر مجددًا في الظل؟ أم أن المعركة مع هذا البارون ستطول كما طالت من قبل؟

المصدر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

Related Posts

15 مايو 2025

قادمين من تطوان إلى وجدة.. حجز كمية مهمة من الكوكايين داخل سيارة مهاجر مغربي

15 مايو 2025

مبحوث عنه دولياً.. المغرب يضع حداً لهروب متهم في جرائم جنسية بالسويد

15 مايو 2025

بحضور خبراء وأكاديميين.. انطلاق فعاليات الدورة العلمية بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالناظور

14 مايو 2025

قانون جديد يقترب: الحكومة تتحرك لوضع حد لـ”التفاهة” بالمنصات الاجتماعية وحماية القيم