الملكة صوفيا تفاجئ مليلية بزيارة إنسانية بعيدا عن الأضواء والبروتوكول

ناظورسيتي: متابعة

تستعد مدينة مليلية المحتلة ليوم استثنائي هذا الخميس 8 ماي، حيث من المرتقب أن تقوم الملكة الشرفية لإسبانيا صوفيا زوجة الملك الإسباني السابق "خوان كارلوس" ووالدة العاهل فيليبي السادس، بزيارة إلى مبنى بنك الطعام، في مبادرة إنسانية تهدف إلى تكريم المتطوعين والجهات الفاعلة في العمل الخيري والاجتماعي.

وسيحظى حوالي 200 من سكان مليلية المحتلة بفرصة لقاء مباشر وشخصي مع الملكة الشرفية، وذلك في إطار نشاط سيمتد من الساعة الرابعة والنصف إلى السادسة والنصف مساءً. وقد تم تقسيم المشاركين إلى 17 مجموعة تضم كل منها بين 8 و9 أشخاص، يمثلون جمعيات ومنظمات ومؤسسات تنشط على مدار السنة إلى جانب بنك الطعام.

ومن بين الجهات المشاركة في هذا الحدث: جمعية "فيآفيس"، "أسبانيس"، "قطرة حليب"، "لودوتيكا ديل ريال"، الكشافة، إلى جانب مقاولين محليين ومواطنين ملتزمين، حيث سيتاح لهم جميعا تقاسم تجاربهم مع الملكة صوفيا وتسليط الضوء على مساهماتهم في العمل الإنساني.

وتعد هذه الزيارة الثانية للملكة صوفيا إلى مليلية بعد تلك التي رافقت خلالها الملك خوان كارلوس في السادس من نوفمبر سنة 2007. ومن المقرر أن تنتقل خلال إقامتها الحالية إلى مقر بنك الطعام الكائن في شارع "داليا" بالمنطقة الصناعية "سيبس".

هذه الزيارة جاءت بعد دعوة وُجهت للملكة منذ عامين من طرف مدير بنك الطعام، بيدرو باريديس، خلال مؤتمر وطني، حيث أبدت حينها اهتماماً كبيراً بعمل بنوك الطعام في إسبانيا، وبشكل خاص بنك مليلية. وقال باريديس في هذا الصدد: "لقد كانت محادثة إنسانية وقريبة، أبدت فيها الملكة اهتماماً بكيفية مواجهتنا لأزمات مثل الجائحة، وباحتياجاتنا، وخصوصاً بجهود المتطوعين".

وقد وصلت التأكيدات الرسمية من القصر الملكي قبل أسبوع فقط، لتبدأ على إثرها التحضيرات المكثفة لهذا الحدث. وطلبت الملكة بنفسها أن تتم الزيارة بعيداً عن البروتوكولات الرسمية، وأن تُعامل كما لو كانت مواطنة عادية. وقال باريديس معلقاً: "لقد طلبت ألا نخصها بمعاملة خاصة، وأرادت أن ترى كيف نعمل في يوم عادي، وهذا يدل على تواضعها".

وخلال الجزء الأول من الزيارة، ستحضر الملكة عرضاً موجزاً حول تاريخ البنك الذي يناهز عشرين سنة، وما حققه من إنجازات وتجاوزات للتحديات، مع تسليط الضوء على دور المتطوعين الذين يشكلون "القلب النابض والمحرك الأساسي لكل ما نقوم به"، وفق باريديس.

بعد ذلك، ستبدأ لقاءات المجموعات، وهي فرصة ثمينة للملكة للتعرف عن قرب على مكونات المجتمع المدني، من جمعيات ومؤسسات ومواطنين، ممن ساهموا على مر السنين في العمل الإنساني والتضامني بالمدينة.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة ليست ذات طابع رسمي، بل تعتبر احتفالا بالقيم الإنسانية والعمل التطوعي والتضامن في مليلية، وستُتاح للملكة خلالها فرصة الإصغاء إلى قصص حقيقية من قلب المجتمع، وتجارب تعبّر عن روح العطاء التي تحرك عمل بنك الطعام.

المصدر