في الوقت الذي تشهد فيه مجموعة من الأحياء والمناطق بمراكش، حملات لتحرير أزقتها وشوارعها من مظاهر احتلال الملك العمومي، تعرف أزقة في حي جليز أحد أرقى المناطق بالمدينة الحمراء، حالة من الفوضى بسبب استباحة مطاعم ومقاهي وحراس السيارات والدراجات النارية للملك العمومي بها.
ولعل أبرز هذه الأزقة التي تغرق في فوضى احتلال الملك العمومي وفوضى المرور، على سبيل المثال لا الحصر، زنقة طارق بن زياد وكذا زنقة محمد البقال، اللتان تعتبران نقطتان سوداء، تفرضان على الجهات المعنية تدخلا حازما خاليا من أي نوع من التحيز أو الإنتقائية، وذلك من أجل إعادة النظام إلى هذا الحي الذي يفترض فيه أن يكون عنوانا للرقي، بالنظر إلى مكانته.
فعلى مستوى زنقة محمد البقال، تعيش الساكنة بشكل يومي جحيما بسبب الفوضى المرورية الناتجة عن الركن العشوائي للسيارات في الإتجاهين، مما يضرب حصارا على هذا الزقاق يجعل المرور منه صعبًا للغاية، خصوصًا خلال فترات الذروة المسائية.
هذا الوضع، حسب متضررين، مألوف في هذا الشارع، لكن دون تسجيل أي تدخلات حازمة من شأنها معالجة المسألة من جذورها، باستثناء بعض التدخلات الموسمية التي تبقى آثارها مؤقتة، علما أن الوضع يسبب صعوبات كبيرة في انسابية حركة السير، ويؤدي إلى ملاسنات كلامية بين مستعملي الطريق.
والوضع لا يختلف على مستوى زنقة طارق بن زياد، التي تتخبط بدورها في حالة من الفوضى بسبب تحويلها من كلا الجهتين إلى موقف للسيارات من جهة والدراجات النارية من جهة أخرى، فضلا عن سلوكات بعض المواطنين الذين يعرقلون حركة السير والمرور بالركن العشوائي لسياراتهم فوق الرصيف بمباركة “الكارديانات”.
وحسب ما عاينته “كشـ24″، فإن الوضع في بعض مقاطع الزنقة المذكورة يصل في بعض الأحيان إلى حد استحالة المرور بالنسبة للمارة، حيث تحتل بعض السيارات الرصيف في أماكن متعددة، وفي مقاطع أخرى تستغل مطاعم ومقاهي ولافتات مقاولات بالمنطقة جزءا من الرصيف.
ويدفع هذا الوضع الشاذ، المواطنين إلى السير على الطريق الذي هو بدوره محتل من جميع الجهات، سواء من قبل السيارات أو حراس الدراجات النارية، ما يهدد سلامتهم بشكل واضح.
وفي هذا الإطار، انتقد مهتمون بالشأن المحلي، غض الطرف من قبل السلطات عن هذه المظاهر التي تربك حركة السير والجولان، وتحرم حتى المارة من الحق في استعمال الأرصفة، كما أنها تقدم صورة سلبية عن التسيب في المنطقة، مع ما يرتبط بذلك من غياب تحركات حازمة لوقف زحف الفوضى.
وشدد المهتمون، على أن هذا الوضع يظهر بوضوح الحاجة إلى استراتيجية شاملة لتحسين السير والجولان في المنطقة، تبدأ من تحديد مواقف قانونية للسيارات، وتعزيز حضور السلطات المحلية.
تعليقات الزوار ( 0 )