ناظورسيتي : عبد الرحمان أشفيعا
في إطار سعيها الدؤوب للانفتاح الأكاديمي وتعزيز البحث العلمي، نظمت الكلية متعددة التخصصات بالناظور، يومي 23 و24 أبريل 2025، ندوة علمية دولية متميزة تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي في قلب سلسلة الإمداد: التحديات والآفاق". تولت تنسيق هذه التظاهرة العلمية الدكتورتان نجاة البارودي وصابرين بلقاسمي، حيث شكلت الندوة فضاءً علميًا ثريًا جمع نخبة من الباحثين والأكاديميين والطلبة والخبراء من داخل المغرب وخارجه، لمناقشة الأدوار المتعددة للذكاء الاصطناعي في تحسين سلاسل الإمداد ومواكبة التحولات الاقتصادية العالمية.
استهلت فعاليات الندوة بتلاوات مباركة من الذكر الحكيم، تلتها لحظة وفاء وعرفان تمثلت في كلمة للسيد العميد علي أزديموسى، حيث أعرب السيد العميد عن اعتزازه بالمستوى الرفيع الذي بلغته الندوة، مشيدًا بالمجهودات الجبارة التي بذلتها المنسقتان، وبوجه خاص، لما أظهرتاه من تفانٍ وإبداع في إعداد برنامج علمي غني وحافل بالنقاشات المعمقة.
وشهدت الندوة مشاركة وازنة لأساتذة مرموقين، من بينهم الدكتور هشام عباد، الأستاذ بعدد من الجامعات الفرنسية، والدكتور شفيق بنسفية، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة، والدكتور أسامة الهاشمي، أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، إضافة إلى السيد محمد كاملي، رئيس مصلحة تقنين الأنشطة المينائية بميناء الناظور، الذين أغنوا جلسات النقاش بتدخلاتهم العلمية الرفيعة.
وجاء تنظيم هذه الندوة ثمرة شراكة مثمرة بين قسم العلوم الاقتصادية والتدبير وماستر التسويق الإلكتروني وتحليل البيانات. وتمحورت المحاضرات والجلسات العلمية حول الدور الحيوي الذي يضطلع به الذكاء الاصطناعي في تسهيل العمليات اللوجستيكية داخل سلاسل الإمداد، من خلال تعزيز جودة الخدمات، وتحقيق التكامل بين مختلف حلقات السلسلة، والارتقاء بتجربة الزبون.
كما أولت الندوة اهتمامًا خاصًا بالتحديات التي تفرضها الثورة الرقمية، وضرورة تسريع وتيرة اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات العمومية والخاصة بالمغرب، بما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني. وشدد المشاركون على أهمية مواكبة التحولات العالمية من خلال تطوير مشاريع لوجستيكية خضراء تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وتطرقت النقاشات إلى محاور دقيقة، منها تدبير المخاطر اللوجستيكية وتحليل التكاليف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع عرض تجارب دولية رائدة، أبرزها تجربة ميناء طنجة المتوسط، العملاق الإفريقي في مجال المبادلات التجارية، والذي أضحى نموذجًا يحتذى به في توظيف التكنولوجيا المتقدمة. كما تم تسليط الضوء على آفاق تعزيز الدور اللوجستيكي لمدينة الناظور عقب تدشين ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يرتقب أن يشكل بوابة استراتيجية ثانية لإفريقيا نحو العالم.
واختتمت الندوة بتوصيات أكدت على ضرورة الاستثمار في البحث العلمي التطبيقي في مجالات الذكاء الاصطناعي واللوجستيك، والعمل على تكوين كفاءات قادرة على قيادة التحول الرقمي في المهن اللوجستيكية، بما يستجيب لمتطلبات الاقتصاد الجديد ويحقق رهان التنمية المستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة، بما عرفته من مستوى تنظيمي وعلمي رفيع، قد شكلت إضافة نوعية للمشهد الأكاديمي بالجهة الشرقية، ورسخت مكانة الكلية متعددة التخصصات بالناظور كمنارة للتميز العلمي والانفتاح الدولي.

كتب في 27 أبريل 2025
تعليقات الزوار ( 0 )